سفيره الحب مشرفه عامه للموقع
عدد المساهمات : 536 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| موضوع: عندما يستحى الله من اصحاب الابتلاء الإثنين أبريل 19, 2010 12:05 pm | |
|
الابتلاء 00وتكفير الذنوب :: ....
الحمد لله الذي أعد للمؤمنين جناتٍ خالدين فيها أبداً ، وأعدّ للكافرين جهنم لا يخرجون منها أبداً ، سبحانه من بكت من خشيته العيون ، سبحانه أمره بين الكاف والنون ، فسبحان الذي بحمده الأولون والآخرون وسجد لـه المصلون . وأشهد أن لا إله إلا الله في السماء عرشه ، وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي جهنم سطوته ، وفي الجنة رحمته . وأشهد أن محمداً رسول الله البشير النذير والسراج المنير من بعثه الله هادياً وبشيراً ونذيراً . وبعد أحبتى فى الله ... إن من نعم الله على عباده المؤمنين أن جعل من إبتلاءهم فى الدنيا بالأمراض والمصائب مكفرات لذنوبهم . إن المرض سبب فى تكفير الذنوب والسيئات التى اقترفناها ، لأن المرض قد يكون عقوبة على بعض الذنوب كما قال الله تعالى : (*وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ *) [الشورى : 30] وقال صلى الله عليه وسلم " ما اختلج عرق ولا عين إلا بذنب ، وما يدفع الله عنه أكثر " رواه الطبرانى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع والإختلاج : الحركة والإضطراب . وتعجيل العقوبة للمؤمن فى الدنيا خيرُ له ، حتى تكفر عنه ذنوبه ، ويلقى الله سالماً طاهراً منها . عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة فى الدنيا ، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة " رواه الترمذى والحاكم وصححه الألبانى فى صحيح الجامع . وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم " ما يصيب المسلم من نصب ، ولا وصب ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا أذى ، ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها من خطاياه " .رواه البخارى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة فى نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة " . رواه الترمذى عن أبى هريرة وصححه الألبانى .
أحبتى فى الله ..اولا المرض علينا أن نعى جيداً أن الابتلاء علامة على محبة الله جل وعلا ، ومن أسباب الصبر على المرض أن تعلم أن البلاء علامة على محبة الله لك إذا كنت صابراً محتسباً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن عِظَم الجزاء ، مع عِظَم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً إبتلاهم ، فمن رضى فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " رواه الترمذى وابن ماجه وحسنه الألبانى فلنحرص أحبتى فى الله على هذا الثواب العظيم الذى أخبر عنه العلى القدير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله تعالى : إذا ابتليت عبداً من عبادى مؤمناً فحمدنى وصبر على ما بليته ، فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا ، ويقول الرب عز وجل للحفظة ، إنى أنا قيدت عبدى هذا وابتليته ، فأجروا له ما كنتم تجرون قبل ذلك من الأجر ، وهو صحيح "رواه أحمد وأبويعلى وحسنه الألبانى
اخوانى واخواتى فى نايت احببت ان اعرفكم ان الصبر على ابتلاء المرض له اجر عظيم وسوف اتواصل واحضر انواع الابتلاءات وثوابه
والآن نتكلم عن بعض أنواع الابتلاءات وحكمة الله من كل بلاء؟
نتحدث اليوم عن حديث من الأحاديث التي تطمئن العبد أن الله لا يفعل أي شيء إلا لحكمة وأن ما أصابنا من مصائب أو مشاكل أو أشياء لا نحبها إنما فعلها الله لفائدة هي أكبر من هذا الضرر الذي قد يقع على بعضنا.
يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: "إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته عنهما الجنة". ويعني هذا الحديث أن الله إذا أخذ من عبد حبيبتيه أو إحدى حبيبتيه -عينيه- فصبر ولم يسخط على الله فإن جزاءه عند الله الجنة.
إن الهدف من ذكرنا هذا الحديث هو أن تثق بمنع الله كما تثق بعطائه، متيقنا من أن كلا الأمرين لحكمة من الله الحكيم الكريم الرحيم، الذي يهون عليك أي شيء تبتلى به فتنشغل بالرضا والدعاء بأن يرفع الله عنك وأن يعطيك أجرك فيما آلمك.
والآن ماذا لو تكلمنا عن بعض أنواع الابتلاءات وحكمة الله من كل بلاء؟
أولا الأهل: أنتم متفقون معي على أن الله لا يظلم الناس شيئاً، وأيضاً: "وما ربك بظلام للعبيد". إذا اتفقنا على هذه الحقيقة التي هي من صميم عقيدتنا لننطلق منها وننشغل بالتفكير في حكمة الله من كل بلاء ليزداد حبنا لربنا بعد بلائه لنا.
هناك معان جميلة راقية لا تصل إلى القلب إلا في المحن، كاللجوء إلى الله والانكسار بين يديه والاعتماد عليه، وهذا كله يشعر به الإنسان إذا أحس بحاجته إلى الله... وللأسف أثناء كثرة النعم والرخاء ينسى الإنسان أن كل نفس وكل حركة لقلبه وكل قرش يملكه وكل لحظة خير وسعادة ما هي إلا من عند الله.. "وما بكم من نعمة فمن الله"، لكنه ينسى فضل الله وينشغل بالنعم؛ لذلك قد يذكره الله باللجوء إليه عن طريق بعض المحن، منها:
1- ابتلاء قد يواجه الإنسان إذا أراد أن يقترب من الله ويترك بعض المعاصي، فقد يواجه وسط أصحابه بعض السخرية منه أو بعض الاستغراب من طريقته أو اللوم لأنه تشدد ودخل سريعاً في التدين، مع أنه فقط بدأ يصلي أو أنها ارتدت الحجاب، أو أنه بدأ يضبط علاقاته التي كانت منفتحة مع الجنس الآخر، ولم يتشدد في أي شيء أو يسخر من المعاصى مثلاً، لكنه يواجه بسيل من السخرية قد تشككه في صحة الطريق الذي سلكه؛ لذلك قد يقول له الشيطان: أنت اقتربت من الله، فلماذا يحصل لك هذا؟ فيقول له: لأن الله له حكمة إذا حصل معنا هذا، وقد صدق الرسول عندما قال: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ"، يعني قد يشعر الشخص صاحب الأخلاق المهذب المحب لربه ببعض الغربة وسط مجتمعه ولذلك يلجأ إلى الله وحده ليستأنس به وحده ويطلب منه أن يسهل عليه وأن يهدي أصحابه ومن حوله ويذيقهم الخير الذي ذاقه.
وقد يكون الإنسان وسط صحبة سيئة كانت تجره للمعاصى والكبائر والبعد عن الله وحين يسخرون منه يحاول أن يبحث عن صحبة صالحة أخرى ذات أخلاق تعينه على القرب من ربه، وبهذا يتحول ما في ظاهره بلاء إلى الخير. فاصبروا وادعوا لهم وكونوا معهم مادام قربهم لا يؤثر على دينك وصلتك بربك.
2- ابتلاء تأخر الفرج في مشكلة معينة.. نعم قد يمر الإنسان في حياته ببعض حالات الضيق، وبعض الأشياء التي تكدر صفو حياته مثل أي ضائقة مالية أو تأخر في الزواج مثلاً، وكل ذلك له حكمة، فالله يضع الشيء في موضعه وهو عليم بما يصلحنا ويفسدنا، ورحيم ولطيف بنا، يخفف عنا دائماً. لذلك فكل ما يؤخره الله أو يمنعه هو لحكمة علمها عنده.
ويقول ابن عطاء الله في ذلك: "إذا فتح الله لك باب الفهم في المنع أصبح المنع عين العطاء". يعنى لو فهمت حلاوة حكمة الله في المنع أصبح هذا المنع هو العطاء لإدراكك المصلحة التي فيه، فلو أنك مثلاً لا تستطيع تحمل المسئولية وتحتاج إلى أن تتدرب أكثر على هذه الصفة، فيوخر الله عنك الزواج، وهو ما قد يكون بلاء في ظاهره، ثم يتركك في الحياة والعمل لتتعلم الصلابة والمسئولية ثم توفق بعد ذلك لمرادك لتعيش أحلى حياة لأنك أصبحت أهلا لها.. "عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم".
ومثلاً نفترض أن هناك فتاة عصبية جداً وتخسر كل زميلاتها بسبب هذه العصبية، فإذا تزوجت الآن قد تعيش تعيسة وتصطدم بهذه العصبية مع زوجها فتخسره وتدمر بيتها، فيؤخر الله لها زواجها ويضعها فى مواقف يعلمها من خلالها الحلم والصبر حتى إذا تزوجت بعد فترة أصبحت سعيدة وأصبح بيتها مطمئنا غير مهدد بالانهيار.
وهكذا دائما الإنسان يحسب دائما أنه يريد لنفسه خيرا ولكن الله يعلم ما فيه الخير وما فيه الشر وهذا تفسيرلآيات من كتا ب الله تعالى وهي تتناول أنواع الابتلاءات التي تصيب الانسان و أجر الصابرين و ثوابهم كما تشير إلى واجب المسلم فعله عند حلول المصيبة عليه...
إنها قوله تعالى:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 155/ 156 /157)
التفسير:
*لنبلونكم: هنا تأكيد بثلاثة مؤكدات: القسم، واللام، والنون؛ والتقدير: واللَّهِ لنبلونكم؛ والفعل هنا مع نون التوكيد مبني على الفتح.
و «نبلو» بمعنى نختبر. والبلاء يكون حسنا ويكون سيئا . وأصله المحنة والمعنى لأمتحننكم لنعلم المجاهد والصابر علم معاينة حتى يقع عليه الجزاء.
* بشيء : التنكير هنا للتقليل؛ ويحتمل أن يكون للتكثير.يقول القرطبي:أي بشيء من هذا وشيء من هذا , فاكتفى بالأول إيجازا.
*منَ الْخَوْفِ:أي الذُّعْر؛ وهو شامل للخوف العام، والخوف الخاص؛ الخوف العام: كأن تكون البلاد مهددة بعدو؛ والخوف الخاص: كأن يكون الإنسان يبتلى بنفسه بمن يخيفه ويروعه. وقال الشافعي : هو خوف الله عز وجل.
*وَالْجُوعِ:يعني المجاعة بالجدب والقحط , في قول ابن عباس . وقال الشافعي : هو الجوع في شهر رمضان .
*وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَال:الأموال جمع «مال»؛ وهو كل ما يتموله الإنسان من نقود، ومتاع، وحيوان.
قيل :بسبب الاشتغال بقتال الكفار . وقيل : بالجوائح المتلفة . وقال الشافعي : بالزكاة المفروضة .
*وَالْأَنْفُسِ:قال ابن عباس : بالقتل والموت في الجهاد . وقال الشافعي : يعني بالأمراض .
*وَالثَّمَرَاتِ:قال الشافعي : المراد موت الأولاد , وولد الرجل ثمرة قلبه , كما جاء في الخبر .
وقال ابن عباس : المراد قلة النبات وانقطاع البركات .
*وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ: أي بالثواب على الصبر . والصبر أصله الحبس , وثوابه غير مقدر , . لكن لا يكون ذلك إلا بالصبر عند الصدمة الأولى , كما روى البخاري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) .
أي إنما الصبر الشاق على النفس الذي يعظم الثواب عليه إنما هو عند هجوم المصيبة وحرارتها , فإنه يدل على قوة القلب وتثبته في مقام الصبر , وأما إذا بردت حرارة المصيبة فكل أحد يصبر إذ ذاك.
ولذلك قيل : يجب على كل عاقل أن يلتزم عند المصيبة ما لا بد للأحمق منه بعد ثلاث .
والصبر صبران : صبر عن معصية الله , فهذا مجاهد , وصبر على طاعة الله , فهذا عابد .
فإذا صبر عن معصية الله وصبر على طاعة الله أورثه الله الرضا بقضائه.
وعلامة الرضا سكون القلب بما ورد على النفس من المكروهات والمحبوبات .
وقال الخواص : الصبر الثبات على أحكام الكتاب والسنة .
وقال رويم : الصبر ترك الشكوى .
وقال ذو النون المصري : الصبر هو الاستعانة بالله تعالى .
وقال الأستاذ أبو علي : الصبر حده ألا تعترض على التقدير , فأما إظهار البلوى على غير وجه الشكوى فلا ينافي الصبر , قال الله تعالى في قصة أيوب : " إنا وجدناه صابرا نعم العبد " [ ص : 44 ] مع ما أخبر عنه أنه قال : " مسني الضر"
*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ: المصيبة : كل ما يؤذي المؤمن ويصيبه , يقال : أصابه إصابة ومصابا.
والمصيبة : النكبة ينكبها الإنسان وإن صغرت , وتستعمل في الشر , روى عكرمة أن مصباح رسول الله صلى الله عليه وسلم انطفأ ذات ليلة فقال : " إنا لله وإنا إليه راجعون " فقيل : أمصيبة هي يا رسول الله ؟ قال : ( نعم كل ما آذى المؤمن فهو مصيبة ) .
قال القرطبي : هذا ثابت معناه في الصحيح , خرج مسلم عن أبي سعيد وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته ) .
خرج ابن ماجة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب ) .
وقد أفاض العلماء الأجلاء إفاضات واسعة حول المصائب.
يقول الشيخ النابلسي :المصائب نوعان في الأصل ؛ نوع يتجه إلى الكفار، ونوع يتجه إلى المؤمنين.
فمصائب الكفار... نوعان ؛ قصمٌ وردعٌ .
بمعنى أن الله سبحانه وتعالى إذا علم أن فلاناً لن يؤمن ولن يزيده استمرار حياته إلا انحرافاً ، يقصمه الله سبحانه وتعالى ، وهذه مصائب قصمٍ ، وهذا ما جرى لقوم نوح عندما أغرقهم الله بالطوفان
و الدليل قوله تعالى: " وأُوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون" .
أما مصائب الردع فإذا علم الله سبحانه وتعالى أن هذا الإنسان فيه بقيةٌ من خير، وفيه أثر من إيمان ، فإنه يرسل له مصيبة لردعه عما هو فيه.
لكنَّ المؤمنين لهم مصائب خاصة تصور أنّ مؤمنًا مستقيمًا ومبتلًى...هو مؤمن صالح ,لكنه يسير في عبادته على وتيرة بطيئة ، ودونما نشاط في محاولة زيادة جهده في عبادة ربه ، واللهُ سبحانه يعلم أن باستطاعنه زيادة نشاطه و إقباله على ربه ، عندئذ تأتيه مصيبة (دفع) يدفعه الله بها إلى بابه ليزيد من إقباله على طاعة ربه ،ويرفع له من ثوابه.
فكذلك المؤمن الذي يريد أن يرفعه الله تعالى ، إذْ يعلم أن هذا المؤمن قادر على بلوغ مرتبة أسمىو أعلى فتأتيه (مصيبة رفع) ترفعه وتُعلي مقامه عند بارئها ،
فَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ (رواه الترمذي).
فإذا كنت مستقيمًا ملتزمًا مطبقًا لأمر الله ، وجاءتك مصيبة ، فهذه من أجل أن يرفعك الله درجة أو درجات ، وأن يرفع مقامك إليه .
وإذا كنت في فتور بعبادتك ، بحكم الاعتياد ، ودينك صار دينًا شكليًا ، وكنتَ مستقيمًا ، فالله عزوجل يدفعك إلى بابه بطريقة ما .
فمصيبة المؤمنين ...إما دفع إلى باب الله ، وإما رفع في المقام .
*-قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ:
جعل الله تعالى هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب , وعصمة للممتحنين , لما جمعت من المعاني المباركة , فإن قوله : " إنا لله " توحيد وإقرار بالعبودية والملك .
وقوله : " وإنا إليه راجعون " إقرار بالهلك , على أنفسنا والبعث من قبورنا , واليقين أن رجوع الأمر كله إليه كما هو له .
قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى : لم تعط هذه الكلمات نبيا قبل نبينا , ولو عرفها يعقوب لما قال :" يا أسفى على يوسف" .
فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته أقبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول أقبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول فماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله تعالى ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد ) .
وروى مسلم عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله عز وجل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها ) .
* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة : الإشارة إلى {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله...}
*"اولئك" جاءت بلفظ الإشارة للبعيد للدلالة على علو مرتبتهم، ومنزلتهم، ومقامهم.
يقول القرطبي:هذه نعم من الله عز وجل على الصابرين المسترجعين .
*صلوات : اختلف العلماء في معناها على عدة أقوال:
*قيل: صلاة الله على عبده هي : عفوه ورحمته وبركته وتشريفه إياه في الدنيا والآخرة .
*وقال الزجاج : الصلاة من الله عز وجل الغفران والثناء الحسن .
*و قيل أن المراد بها الثناء عليهم في الملأ الأعلى.. رفعاً لذكرهم، وإعلاءً لشأنهم.
*ورحمة : عطفها على { الصلوات } من باب عطف العام على الخاص؛ لأن الثناء عليهم في الملأ الأعلى من الرحمة.
يقول القرطبي:" وكرر الرحمة لما اختلف اللفظ تأكيدا وإشباعا للمعنى".
وقيل : أراد بالرحمة كشف الكربة وقضاء الحاجة .
وفي البخاري وقال عمر رضي الله عنه : نعم العدلان ونعم العلاوة
: " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " .
أراد بالعدلين الصلاة والرحمة , وبالعلاوة الاهتداء .
*المهتدون: أي الذين اهتدوا
لكن إلى ماذا اهتدوا؟؟؟؟؟؟
*قيل: إلى طريق الحق.
· قيل : إلى استحقاق الثواب وإجزال الأجر .
· وقيل : إلى تسهيل المصائب وتخفيف الحزن .
المستفاد من الايات:
*- بيان حكمة الله عزّ وجلّ فيما يبتلي به العباد.
*-عظم ثواب الصبر؛ لقوله تعالى: { أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
*-ان مصائب المومنين هي مصائب دفع ورفع.
*-وجوب الاسترجاع( قول "انا لله و إنا إليه راجعون")عند حلول المصيبة
*- إثبات رحمة الله عزّ وجلّ؛ وهي صفة حقيقية ثابتة لله؛ بها يرحم من يشاء من عباده؛ ومن آثارها حصول النعم، واندفاع النقم.
*- الثناء على الصابرين بأنهم هم المهتدون الذين اهتدوا إلى ما فيه رضا الله وثوابه.
جعلنا الله تعالى و إياكم من الصابرين وممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ونفعنا بما علمنا
| |
|
ابو مروان مدير عام الموقع
عدد المساهمات : 144 تاريخ التسجيل : 03/01/2010
| موضوع: رد: عندما يستحى الله من اصحاب الابتلاء الإثنين أبريل 19, 2010 12:18 pm | |
| | |
|
سفيره الحب مشرفه عامه للموقع
عدد المساهمات : 536 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| موضوع: رد: عندما يستحى الله من اصحاب الابتلاء الإثنين أبريل 19, 2010 1:10 pm | |
| | |
|